في الذكري المئوية لجامعة القاهرة صدرت مطبوعات كثيرة مفيدة وممتعة. وأحسست وأنا اقلب فيها عظمة ماضينا, وعظمة الرجال الذين بحثوا ودرسوا وكافحوا من أجل قيام هذه الجامعة العريقة ابتداء من اجتماعهم في بيت سعد زغلول مرورًا بالأميرات والأمراء الذين قدموا الأموال من أجل بناء هذا الصرح العظيم لكل الهيئات والجامعات المصرية والعربية ومن أطرف ما قرأت ماجاء في كتاب( وثــائق الــجامعة المصرية) للدكتور عصام احمد عيسوي عن الشيخ طه حسين. فقد كان مبعوثا في فرنسا. وطلب أن يتزوج. وكان ذلك مخالفـًا للقانون. ورغم ظروفه الخاصة فإن مجلس إدارة الجامعة قد أعترض علي ذلك.والذين وافقوا هم: محمد علوي باشا وعبد العزيز فهمي بك ولطفي السيد بك وعاد بزوجته الفرنسية إلي مصر وطلب رفع مرتبه إلي أربعين جنيهـًا لاحتياجه إلي من يقرأ له واعترض مجلس الجامعة.. وهدد طه حسين بالامتناع عن المحاضرات في الفسلفة والاكتفاء بالتاريخ القديم. وتضايق مجلس الجامعة من عناد طه حسين الذي قرر أن يمتنع عن محاضرات الفلسفة والاكتفاء بمحاضرات عن التاريخ القديم. وقد استاء المجلس من موقف طه حسين, وأوقف صرف مرتبة. واعتذر طه حسين وعادت الجامعة تصرف له مرتبه.ومن أغرب ماقرأت أن د. علي مصطفي مشرفة طلب من مجلس الجامعة أن يصرف مبلغا من المال أنفقه علي نقل الأجهزة التي كان يستعين بها في الشرح. فرفض المجلس بالإجماع.. أما المبلغ فهو760 مليما!وقد حدث نفس الشئ عندما قرر أستاذنا في اللغة اللاتينية أن يلقي محاضرة عن( ميتافزيقا الموسيقي) فكان لابد من نقل البيانو من المطعم إلي المدرج78.. ودفعت عشرين قرشا.. وطالبت العميد فاعتذر وكذلك أستاذنا منصور باشا فهمي!
الأثنين 17/12/2007 جريدة الأهرام