البحث فى الوثائق والأرشيف ونظم المعلومات والأرشيف الإلكترونى

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته منتدي وثائق مصر الخالدة يرحب بكم

حكمة اليوم

من فضلك أذكر رأيك في الموضوع

الخميس، سبتمبر 18، 2008

اللغة العربية في الجامعة المصرية

د. عصام أحمد عيسوى
كلية الآداب – جامعة القاهرة
عرف الناطقون بالضاد قديما أنها أفصح اللغات، وكاد الفخر بها أن يتمادى إلي إنكار الفصاحة على سائر اللغات، واللغة العربية قد تولاها في بداية القرن العشرين أناس من غير أبناء الضاد، فبهت هؤلاء الأجانب وهم يقفون أمام الطاقات العظيمة للغة العربية في استيعاب المعارف الأوربية بقدرة هائلة، وتأكدنا نحن من عراقة لغتنا بين لغاتهم الشائعة . ولأن اللغة هي وعاء العلم والمعرفة، ووسيلة التعليم والتعلم، وأداة التفاهم والتواصل بين الناس، وهو ما أدركه المؤسسون الأول للجامعة المصرية، لذلك فقد أشتمل القانون الأساسي لتنظيم الجامعة على عدد من البنود والفقرات التي أكدت على أهمية التدريس باللغة العربية والاهتمام بها " لتنمية مدارك المصريين" فقد أقر القانون أن تكون اللغة العربية هي لغة التدريس والتعلم والتعليم ، ومنذ أن تأسس قسم للآداب بالجامعة تقرر أن يكون "أساس التعليم فيه بلغة البلاد فكانت ثمانية علوم إجبارية تدرس باللغة العربية وعلمين فقط اختياريين باللغتين الإنجليزية أو الفرنسية". كما قررت الجامعة منح الجوائز لأصحاب المؤلفات العلمية أو الأدبية باللغة العربية فقط، وتكليف عدد من أساتذتها بترجمة " بروجرامات الآداب الفرنسية والآداب الإنجليزية والفنون إلي اللغة العربية لأجل نشرها وطباعتها باللغة العربية". وفي اعتقادي أن هؤلاء المؤسسون الأول للجامعة قد تيقظوا – في ظل ظروف الاحتلال الانجليزي – إلي دور ووظيفة اللغة في التعليم، وإيمانهم بأن اللغة ليست لغة للتعلم فقط ولكنها لغة للثقافة والحضارة، وأنه من الضروري أن تشترك لغة الثقافة مع لغة الأمة حتى لا تنهار الشخصية الوطنية، ويجب إلا تنفصل لغة العلم عن لغة الثقافة حتى لا تصاب الأمة بفصام ثقافي . ولكن مع ذلك فلم يغفل هؤلاء المؤسسون دور اللغات الأجنبية والأجانب في التعليم والتعلم ، فالوثائق والمستندات الرسمية تؤكد بشكل واضح وجلي على أن الجامعة قد أقرت تدريس بعض اللغات الأجنبية وخاصة الإنجليزية والفرنسية لأبناء الجامعة ، والاعتماد على هاتين اللغتين في التدريس لبعض العلوم التي انتدب لتدريسها عدد من الأجانب الذين نبغوا في بلادهم، إلا أن الجامعة قد واجهت هذا الإجراء الاستثنائي بتحديد الجوائز والمكافآت للطلاب الذين يقوم بترجمة الدروس التي تلقي عليهم من أساتذتهم الأجانب إلي اللغة العربية، لتنشرها الجامعة باللغة الأم بين أبناء الوطن . وعلى الرغم من أن اللغة العربية كانت هي أساس التعليم بالجامعة المصرية، إلا أن الأجانب المقيمين في مصر وجدوا فيها ضالتهم من التعليم، فقد التحق بها منذ سنواتها الأولى الأجانب من جميع الجنسيات فكان منهم الإنجليز والفرنسيون والألمان والإيطاليون والأسبان والروس واليونانيون والسويسريون والهولنديون والبلجيك والأتراك (العثمانيون) والهنود والأرمن وغيرهم من جنسيات العالم، وكانت تزكية أساتذتهم بعد " التأكد من مقدار معارفهم" شرطا لقبولهم بالجامعة بعد مضي الشهر الأول من الالتحاق . كما أن الجامعة المصرية قد شرفت عدد من الأجانب المقيمون في مصر بعضوية لجانها العلمية والفنية وهم ممن أظهروا فيهم لأبناء مصر، وتطلعهم لإنجاح هذا المشروع المصري الخالص، فكان منهم المسيو ماسبيرو مدير الأنتكخانات المصرية والقانوني لوزينا بك وغيرهم من الأجانب . ولأن الجامعة المصرية الوليدة كانت تحتاج لعلوم الغرب لتنمية قدرات المصريين العلمية ، لذلك فقد أوفدت المبعوثين في بعثات متتالية بدأت منذ العام الأول لإنشائها، فانتشروا هؤلاء المصريون في دول أوربا المختلفة ينهلون من علومهم وخبراتهم، ويعودون الواحد تلو الآخر إلي أرض الوطن وأبنائه يعلمونهم ما تحصلوا عليه باللغة العربية التي اعتبرت آنذاك – كما تشير الوثائق – أنها " الواسطة في نشر المعارف وترقية العلوم بين الناطقيين بالضاد لكي ترتقي اللغة العربية بهذه الوسيلة". فهم كانوا على يقين من أن التعليم باللغات الأجنبية يضعف دور اللغة الأم في تنمية المدارك وتطوير العلوم، ويقلل من الطلب على المراجع والمصطلحات باللغة الوطنية وبالتالي يقلل إنتاجها، ومن ثم يشعر الدارسون والمدرسون بنقص هذه المواد الأساسية بالمقارنة بمثيلاتها الأجنبية . والإلتزام بتدريس العلوم باللغة العربية يجعلها لا تلقي الغربة في بلادها، وهو ما يؤدي بالضرورة إلي أن يكون التكوين العلمي والفكري لأبنائها مصريًا عربيًا. والحقيقية أنني لست أخوض في قضايا التعريب والتغريب التي خاض فيها الكثيرين من قبل دون تطبيقات عملية واضحة على أرض الواقع، ولكنني أشير فقط إلي حقائق تاريخية مدعومة بالوثائق الرسمية تؤكد على أن الجامعة المصرية ، بل الأمة بأثرها ممثلة في جميع طوائفها قد استمدوا قوة الدفع الأولى لإنشاء هذه الجامعة الوليدة من اللغة العربية للنهضة بأبناء مصر ، ورفعتهم ودفعهم للأمام . فموضوع اللغة العربية واستخدامها في التدريس الجامعي والتعليم العالي من الموضوعات المهمة التي تناولتها العديد من المؤتمرات والندوات والمقالات والكتب ، وتناولها كبار المفكرين والمؤلفين، وهو ما تم حسمه منذ الأيام الأولى لإنشاء الجامعة المصرية باعتبار أن اللغة العربية هي لغة التعليم الجامعي، فتقررت بذلك مبادئ مهمة وهي احترام اللغة واحترام الهوية واحترام الوطنية، حتى أن اعتماد الجامعة على الأجانب وعلومهم بلغاتهم كان من أجل النهوض بالتعليم العام في مصر من خلال اللغة العربية، والنهوض باللغة العربية ورقيها من خلال التعليم العالي الجامعي.

السبت، أغسطس 30، 2008

دعوة مفتوحة لأهداف عظيمة في مئوية جامعة القاهرة

د. عصام أحمد عيسوي - كلية الآداب- جامعة القاهرة
تعتبر"وثائق الجامعة المصرية " التي دونت منذ شهر أكتوبر عام 1906م هي الذاكرة التاريخية التي حفظت لنا تاريخ بداية الإنشاء لهذا الصرح العلمي والثقافي العظيم الذى تخرج فيه كل هؤلاء العلماء ، فتشير الوثائق إلى الدعوة التي أطلقها أبناء مصر و زعمائها للاكتتاب لجمع الأموال للبناء والتشييد، ولكنها تحولت عند التطبيق إلى دعوة لتحقيق مفاهيم عظيمة ونبيلة ، فقد جاء فى نص خطاب الزعيم الوطني مصطفى كامل الذى بعث به من فرنسا إلى رفيقه محمد فريد بك –أحد أعضاء لجنة الاكتتاب بالجامعة – "أن خير هدية أقترح عليكم تقديمها للوطن العزيز والأمة المصرية المحبوبة هي أن تقوم اللجنة التي شُكلت لدعوة الأمة كلها وطرق باب كل مصري لتأسيس كلية أهلية تجمع أبناء الفقراء والأغنياء على السواء وتهب الأمة الرجال الأشداء" ، كما جاء فى الدعوة للاكتتاب التي أعدها القاضي والمفكر قاسم بك أمين لنشرها فى الصحف ما نصه" ظهر بمصر فى هذه السنين الأخيرة حركة نحو التعليم تزداد كل يوم انتشارًا فى جميع طبقات الأمة ورغم ما تبذله الحكومة من الجهد فى توسيع التعليم فإنه غير كاف للقيام بحاجات الأمة ونحن نعلم أن عمل الحكومة وحده لا يفى بكل حاجاتنا وأنه مهما كان لديها من الشرعية ومن القوة فلا تستغنى عن مساعدة الأفراد لها ولذلك نأمل أن يسمع ندائنا كل ساكن فى مصر مهما كان جنسه أو دينه وهذا هو مشروع أول من اكتتبوا لتأسيس الجامعة المصرية وتلك غايتهم"، لقد جاءت الدعوة للاكتتاب لتحقق ليس فقط هدف بسيط وقريب وهو جمع الأموال للإنشاء، ولكنها حققت على أرض الواقع مفاهيم نبيلة كثيرة لم تكن متوقعة آنذاك منذ مائة عام– كما تشير الوثائق لذلك - لقد تحقق من خلال هذه الدعوة مفاهيم المواطنة والانتماء للوطن ، وحق التعليم العالي، وأهدافه السامية، وهى مفاهيم وطنية وقومية أرست قواعد وأسس بدأت فى الانتشار فى مصر منذ ذلك الحين فى ظل ظروف الاحتلال الإنجليزي لمصر الذى قاوم هذه المفاهيم والأفكار النبيلة للشعب المصري بقدر استطاعته ولكنه لم يستطع.
لقد تضافرت جهود كل أبناء الوطن مسلمون وأقباط ، تجار وملاك وأعيان ، مهندسون ومحامون وأطباء، تلاميذ وطلاب المدارس الإبتدائية والثانوية، وغيرهم من فئات الشعب فى تحقيق هذا الهدف القومي النبيل، مع ملاحظة أن طبقة الأمراء فى مصر قد تأخرت مساهماتهم المادية والعينية - مهما كان قدرها وتأثيرها - إلى ما بعد مرحلة الإنشاء والتكوين وإرساء قواعد هذا الصرح العلمي الذى ساهم فيه المصريون فقط حتى عام 1911م- كما تشير وثائق الجامعة لذلك.
وبعد مائة عام كاملة، وفى حفل افتتاح صرح ثقافي جديد بالجامعة الأم وهو المكتبة المركزية الجديدة لجامعة القاهرة فى ظل الاحتفال بمئويتها، قدمت السيدة الفاضلة سوزان مبارك دعوة وطنية جديدة للتبرع والاكتتاب لتطوير مبان ومنشآت جامعة القاهرة ، لقد أطلقت سيادتها هذه الدعوة لكل الخريجين من أبناء الجامعة داخل مصر وخارجها الذين يدينون هم وأبناؤهم وأحفادهم بالفضل لها، فهي دعوة مفتوحة ليس فقط لجمع المال لتطوير واستكمال المكتبة المركزية الجديدة ومكتبات الجامعة عامة ، أو لاستكمال مبان الجامعة ومنشآتها، أو لإنشاء واستكمال المعامل المتخصصة فى الكليات المختلفة ، أو معامل الحاسب الآلي خاصة ، أو لتقديم المنح الدراسية فى الخارج لأبناء الجامعة – الذين هم أبناء مصر، والتعاون مع الجامعات الأجنبية، أو لمشروعات الترجمة ،أو لتقديم المكافآت للبحوث العلمية المتميزة، أو لغير ذلك مما يتطلبه تطوير وتحديث جامعتنا المحبوبة ، ولكنها دعوة جديدة لتأكيد مفهوم المواطنة، والوحدة الوطنية، وتماسك آيادى المصريين ، واستجماع قوى الشعب المصري في الداخل والخارج لتحقيق هدف علمي وثقافي يكمن بداخله معان وطنية كثيرة نحن فى حاجة إليها الآن لنتأكد نحن ومن حولنا أن أبناء هذا الوطن عامة بجميع طوائفهم ،وأبناء جامعة القاهرة خاصة فى بوتقة واحدة دائما، هدفهم واحد ومصيرهم واحد.
وهذه الدعوة موجهة –ليس فقط – للمستثمرين ورجال الأعمال المصريين والعرب وهم الفئة الرئيسة المقصودة بالدعوة ، ولكن هذه الدعوة لابد أن يستقبلها ويفهمها ويعيها كل مواطن مصري سواء كان من أبناء جامعة القاهرة أو من غير أبنائها ،وسواء أكان من المسلمين أو الأقباط ، وسواء أكان من المتعلمين أوغيرهم ، وسواء أكان له أبناء أو أحفاد بالجامعة أم لا ، المهم أن يكون لديه الشعور بالفخر والاعتزاز بأنه مصري ، ويكون لديه العلم بأنه – كما قال مصطفى كامل منذ مائة وإثنتين سنة " إن كل مليم يزيد عن حاجة المصري ولا ينفق فى سبيل التعليم هو ضائع سدى والأمة محرومة منه بغير حق"، وأقول فلنستثمر أموالنا فى العقول المصرية فأرباحها أكثر وفائدتها مركبة ونفعها أعم على الوطن بأثره بجميع طوائفه.
إن الاستجابة لهذه الدعوة سوف تحقق لمصر عامة ، ولجامعة القاهرة خاصة عدة أهداف عالمية، فالإرتقاء بالمستوى العلمي للجامعة سيضعها فى الترتيب الأعلى الذي يليق بها بين جامعات العالم، ومن ثم صنع الرجال الأشداء علميًا وثقافيًا لنهضة مصر اقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا، وهذا لن يتأتى إلا بتنفيذ تلك الدعوة من الأفراد بالاكتتاب والتبرع للتطوير والتحديث الشامل لتضاف مجهوداتهم إلى مجهودات الحكومة، ومن ثم لتحقيق كل هذه الأهداف النبيلة والعظيمة لمصرنا الحبيبة.

الثلاثاء، أغسطس 12، 2008


تطبيقات تكنولوجيا المعلومات في إتاحة الوثائق العربية بالأرشيفات الغربية
د/عبد الحميد ندا
مدرس بقسم المكتبات و الوثائق و المعلومات
كلية الآداب –جامعة أسيوط
hamednda@aun.edu.eg
dr.abdelhamednada@yahoo.com

تعاني الوثائق العربية من تفكك الوحدة العضوية و الشتات بين مؤسسات الأرشيفات الوطنية و العربية و العالمية.
تحتفظ الأرشيفات الغربية بعدد غير قليل من الوثائق العربية، التي وصلت إليها بطرق شرعية مثل العلاقات- بمختلف أنواعها سياسية ،اجتماعية، اقتصادية - بين مصر و تلك الدول الغربية أو بطرق غير شرعية.
يتعذر على الباحثين المصريين –في مختلف المجالات وثائق ، أرشيف ، تاريخ ، اجتماع ، اقتصاد –السفر إلى تلك الدول الغربية و دراسة الخصائص الداخلية و الخارجية للوثائق العربية التي تحتفظ بها في أرشيفاتها؛ لأسباب متعددة مثل مشقة و تكاليف السفر.
كيف نسترد الوثائق العربية من الأرشيفات الغربية، خاصة التي خرجت من مصر بطرق غير شرعية ؟
هل نستطيع دراسة الخصائص الداخلية و الخارجية للوثائق العربية بالأرشيفات الغربية و نحن في مصر ؟
جاءت تكنولوجيا المعلومات بتطبيقاتها في قطاع الوثائق و الأرشيف لتحل بعض تلك المشكلات حيث يستطيع الباحث المصري –من منزله-التعرف على البيانات الببليوجرافية للوثائق العربية و مشاهدة صورة إلكترونية منها و طباعتها ، وفقاً لنوع الخدمات التي توفرها تلك الأرشيفات الغربية على مواقعها على شبكة الإنترنت .
يهدف هذا البحث إلى ما يلي :-
1-حصر الوثائق العربية بالأرشيفات الغربية
2-دراسة الاتجاهات التاريخية و العددية و النوعية للوثائق العربية بالأرشيفات الغربية .
3-تحليل و تصميم قاعدة بيانات ببليوجرافية للوثائق العربية بالأرشيفات الغربية و نشرها على شبكة الإنترنت.
4-تحليل و تصميم قاعدة بيانات نصية للوثائق العربية بالأرشيفات الغربية و نشرها على شبكة الإنترنت.
5- تحليل و تصميم قاعدة بيانات وسائط متعددة للوثائق العربية بالأرشيفات الغربية و نشرها على شبكة الإنترنت.
6- تحليل و تصميم قاعدة بيانات ببليوجرافية و نصية للدراسات التي اعتمدت على الوثائق العربية بالأرشيفات الغربية و نشرها على شبكة الإنترنت.
7-التكامل و الوحدة العضوية بين قواعد البيانات السابقة و قاعدة بيانات دار الوثائق المصرية و أي قواعد بيانات أخرى لدور الوثائق العربية المتاحة على شبكة الإنترنت
.

journal@cybrarians.info

الاثنين، أغسطس 11، 2008

مواقف - أنيس منصور - من كنوز وثائق الجامعة المصرية

في الذكري المئوية لجامعة القاهرة صدرت مطبوعات كثيرة مفيدة وممتعة‏.‏ وأحسست وأنا اقلب فيها عظمة ماضينا‏,‏ وعظمة الرجال الذين بحثوا ودرسوا وكافحوا من أجل قيام هذه الجامعة العريقة ابتداء من اجتماعهم في بيت سعد زغلول مرورًا بالأميرات والأمراء الذين قدموا الأموال من أجل بناء هذا الصرح العظيم لكل الهيئات والجامعات المصرية والعربية‏ ‏ومن أطرف ما قرأت ماجاء في كتاب‏(‏ وثــائق الــجامعة المصرية‏)‏ للدكتور عصام احمد عيسوي عن الشيخ طه حسين‏.‏ فقد كان مبعوثا في فرنسا‏.‏ وطلب أن يتزوج‏.‏ وكان ذلك مخالفـًا للقانون‏.‏ ورغم ظروفه الخاصة فإن مجلس إدارة الجامعة قد أعترض علي ذلك‏.‏والذين وافقوا هم‏:‏ محمد علوي باشا وعبد العزيز فهمي بك ولطفي السيد بك وعاد بزوجته الفرنسية إلي مصر وطلب رفع مرتبه إلي أربعين جنيهـًا لاحتياجه إلي من يقرأ له واعترض مجلس الجامعة‏..‏ وهدد طه حسين بالامتناع عن المحاضرات في الفسلفة والاكتفاء بالتاريخ القديم‏.‏ وتضايق مجلس الجامعة من عناد طه حسين الذي قرر أن يمتنع عن محاضرات الفلسفة والاكتفاء بمحاضرات عن التاريخ القديم‏.‏ وقد استاء المجلس من موقف طه حسين‏,‏ وأوقف صرف مرتبة‏.‏ واعتذر طه حسين وعادت الجامعة تصرف له مرتبه‏.‏ومن أغرب ماقرأت أن د‏.‏ علي مصطفي مشرفة طلب من مجلس الجامعة أن يصرف مبلغا من المال أنفقه علي نقل الأجهزة التي كان يستعين بها في الشرح‏.‏ فرفض المجلس بالإجماع‏..‏ أما المبلغ فهو‏760‏ مليما‏!‏وقد حدث نفس الشئ عندما قرر أستاذنا في اللغة اللاتينية أن يلقي محاضرة عن‏(‏ ميتافزيقا الموسيقي‏)‏ فكان لابد من نقل البيانو من المطعم إلي المدرج‏78..‏ ودفعت عشرين قرشا‏..‏ وطالبت العميد فاعتذر وكذلك أستاذنا منصور باشا فهمي‏!
الأثنين 17/12/2007 جريدة الأهرام

البحث المخصص فى الوثائق والأرشيف